sunshine
عدد الرسائل : 101 العمر : 36 العمل/الترفيه : student تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: رسالة خاصة جداً والكل معني بها الأربعاء 17 ديسمبر - 10:38 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا بفيلم اليوم وسهرة الليلة .
أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا في الشرق ومغريات ، والغرب وملهياته .
أعرف أنك تجري وتجري .. وتلهث و تلهث .
أعرف أنك تجري وراء الشهوات ، وتلهث وراء اللذائذ والموبقات .
ولكنك يا أخي .. لا تعرف أن في آخر هذا الطريق حفرة عميقة ، ذات هوّة سحيقة !!
أخي .. اسمح لي بأن أقف في وجهك في منتصف الطريق وأقول لك :قف !! قف .. وعُدْ إلى ربك ..واتقِ النار .. اتقِ السعير .
إن أمامك أهوالاً وصِعاباً ، إن أمامك نعيماً وعذاباً ، إن أمامك ثعابين وحيات .. وأموراً هائلات .
والله الذي لا إله إلا هو ... لن تنفعك الأفلام والسهرات ، والرقص والأغنيات .
أخي الحبيب .. قف مع نفسك لحظة .. واسألها : إلى متى أجري خلف الشهوات ..
وألهث وراء المنكرات .. كم سأعيش في هذه الدنيا ؟ ستين سنة .. ثمانين سنة ..
مائة سنة ألف سنة .. ثم ماذا ؟ ..
ثم موت .. خلود دائم ، في جنان النعيم ،أو في نار الجحيم و ماء الحميم .
أخي .. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت ، ودخلت القبر ورأيت ظلمته ووحدته ،
وضيقه ووحشته..
تذكر .. الملكين وهما يقعد انك يسألانك .
تذكر .. كيف يكون جسمك بعد الموت .. تقطعت أوصالك ،
وتفتت عظامك ، وبلي جسدك ، وأصبحت قوتاً للديدان .
تذكر.. يوم تسمع الصيحة.. إنها صيحة العرض على الله ..
فيطير فؤادك ، ويشيب رأسك.. فتخرج من قبرك مغبراً حافياً عارياً ..
قد رجت الأرض وبست الجبال ، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال :
وطارت الصحائف ... وقلق الخائف
وزفرت النار ... وأحاطت الأوزار
ونصب الصراط ... وآلمت السياط
وحضر الحساب ... وقوي العذاب
وشهد الكتاب ... وتقطعت الأسباب
تذكر .. مذلتك في ذلك اليوم العظيم ، وانفرادك بخوفك وأحزانك
وهمومك وغمومك وذنوبك .. فتتبرأ حينها من بنيك ، وأمك وأبيك ، وزوجتك وأخيك .
تذكر.. يوم توضع الموازين ، وتتطاير الصحف .
كم في كتابك من زلل ، وكم في عملك من خلل .
تذكر .. يوم ينادى باسمك بين الخلائق .. يا فلان بن فلان :
هيا إلى العرض على الله ، فتقوم أنت ، ولا يقوم غيرك ، لأنك أنت المطلوب .
تذكر .. حينئذ ضعفك .. وشدة خوفك ، وانهيار أعصابك ، وخفقان قلبك ..
وقفت بين يدي الملك الحق المبين ، الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه ..
وقفت وبيدك صحيفة . لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتقرؤها بلسان كليل .
. وقلب كسير ، قد عمّك الحياء والخوف من الله .
فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن ...
مالك الذي أضعته .. وعمرك الذي أسرفت فيه ..
وعينك التي خنت بها .. وسمعك الذي عصيت به ...
بأي قدم تقف غداً بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه ..!!!
ماذا تقول له غداً ..
عندما يقول لك : يا عبدي ..
لماذا لم تجُلّني ، لماذا لم تستح من ، لماذا لم تراقبني ... يا عبدي .. هل استخففت بنظري إليك . يا عبدي .. ألم أحسن إليك .. ألم أنعم عليك !!
أخي الحبيب ..
تذكر .. هذه المواقف العصيبة ، والأوقات الرهيبة يوم ينسى الإنسان كل عزيز وحبيب ، ولا ينجو إلا من كان له قلب سليم .
أخي.. قف مع نفسك هذه الوقفة المصيرية .
واعلم أنك ما وجدت في هذه الدنيا إلا للعبادة ..
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } لم تُخلق للهو واللعب والعبث ..{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } أخي ..
إني أخاطب فيك دينك .. الذي يحرم هذه المنكرات . وأخلاقك .. التي تترفع عن هذه الشهوات . وعقلك .. الذي يأبى هذه الترهات . وقلبك .. الذي يخاف من هذه الموبقات . وغيرتك .. على نسائك العفيفات المحصنات . فانتصر على نفسك .. وتغلب على هواك .. وأخرج هذا "الدش" من بيتك ، وسيعوضك الله خيراً منه في الدنيا والآخرة .
أخي .. والله ما كتبت هذه الأحرف ، ولا نطقت بهذه الكلمات ، إلا لخوفي على وجهك الأبيض .
. أن يصبح مسودّاً يوم القيامة وعلى وجهك المنير .. أن يصبح مظلماً وعلى جسدك الطري .. أن يلتهب بنار جهنم .
فعسى قلبك الطيب يلتقطها ..
ولعل نفسك الصافية تستقبلها.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، | |
|