الـــــودود

اسم الله الودود
ورد هذا الاسم من أسماء الله تعالى في القرآن مرتين:
مرة في سورة البروج في الآية 14: ".... وهو الغفور الودود"
ومرة في سورة هود في الآية 90: "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إنّ ربي رحيم ودود"

فما الود، وما معنى كون الله تعالى ودودا؟؟
لغة، الود: هو الحب والحنان
بل هو أصفى وأنقى وأسمى أنواع الحب
و الله الودود هو الذي يتودد ويحب أنبياءه وأحباؤه
الودود هو الذي يتودد للصالحين بالحب والحنان وللمذنبين بالتوبة ولكل الخلق بالرزق والعطاء

ما الفرق بين الود والحب؟
الود أشمل وأعمّ من الحب
فالحب مشاعر داخلية تكنّها لغيرك أما الود فهو التعبير عن هذه المشاعر عمليا
إذن... فكل ودود محب لكن ليس كل محب ودود

الودود سبحان الله يودّ عباده بنوعين من الود... ود عام لكل الناس وود خاص للمؤمنين.

فبوده العام.. تشرق الشمس علينا كل صباح فتطلّ بنورها الذي يأسر الأبصار وتغرب كل مساء بجمال أخّاذ يتغنى به الشّعراء
بوده تعالى.. لنا في الليل سمر ولنا نسمة لطيفة تعانق الوجوه فتبعث في الأرواح الانتعاش
بوده جل وعلا.. أبدع خلق القمر وجعله منيرا وأرانا انعكاسه على المياه.. فاستقى الأدباء فنّهم ورسم النحّات نقشا متناهي البهاء
جمال الأزهار وعطرها، خضار البساتين ورونقها، زرقة السماء وبياض غيومها.. بودّه تعرفنا على الألوان واكتشفنا الجمال فيها.
فسبحان الخالق المبدع جل شأنه وتعالت عظمته.

فإذا كان يتودد إلى الناس كلهم حتى غير المؤمنين منهم ويمتّعهم ببديع صنعه.. فما بالنا بتودده لا اله إلا هو إلى المؤمنين منهم
إنّه سبحانه وتعالى الودود يقول في محكم آياته في الآية رقم 96 من سورة مريم : "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
تودّد الودود للنبي المصطفى صلى الله عيه وسلم فهداه إلى غار حراء وجعل شكله كحضن يضمه.. حضن جبريل.. قوله تعالى: "واصبر لحكم ربك، انك بأعيننا"، قوله تعالى في سورة الضحى: "ما ودعك ربك وما قلى......ولسوف يعطيك فترضى" وقوله تعالى في سورة الانشراح: " ألم نشرح لك صدرك"
ومن ودّ الله لنا أيضا قول النبي عليه السلام " لا يلج النار رجل بكى من خشية الله"

فسبحانه تعالى ما أرحمه، يتودد إلينا وهو الغني عنا

الواجب العملي:
• اذهب إلى الله بحب خالص.. ادعه، ناجه وتضرّع إليه
• أيقن أن الله ودود وأنه يتودد إليك سبحانه، أحسّ بذلك
• الجأ إليه عند الشدّة "أمّن يجيب المضطر إذا دعاه"
• كن ودودا مع النّاس.. أحيي مبدأ الودّ بينهم وكن رمزا يذكّرهم بأن الله ودود