Admin Admin
عدد الرسائل : 92 العمر : 36 العمل/الترفيه : étudiante تاريخ التسجيل : 30/08/2008
| موضوع: الفرق بيني وبينه الخميس 30 أكتوبر - 8:30 | |
| ربطتني يوما علاقة بملحد، هو شخص ينكر وجود الله الخالق، يرى في تشكّل الكون صدفة جاءت من اللاشيء ويرى في تسيير الأمور وتقديرها نتائج لأسباب يسبّبها الإنسان. الملحد شخص لا يؤمن بالقدر، ولا يعبد إلا هواه، ولا يستجيب إلا لخاطره. انّه يعيش لدنياه ظانّا أنه لا يهلكه إلا الدهر وموقنا بأنّ مصيره بعد الموت إلى التفتّت والانتهاء فلا بعث ولا نشور.
تعرّفت عليه.. تحادثنا.. وقضينا معا بعض الأيام، فاكتشفت أن بيني وبينه فرقا شـــــــــــــــاسعا...
أوّل ما شدّني هو أنني أحيا لعبادة الله ولعمارة الأرض بما فيه الخير للعالمين، أمّـــا صديقي فيحيا لكسب المال والتمتّع به. فرأيت في نفسي الرّقي والنّبل ورأيت فيه الحقارة.
ولمّا ضاقت الحال ناديت "يــــا الله، أغثني"، أما هو فظلّ يندب حظّه ويعيب "الدنيـــــا"، وصدّقوني أنا لم أجد معنى دقيقا لما يقصده بقوله "الدنيــــا" ولا أظنه قد وجد.
ثمّ جاء الفرج وفتحت الأبواب فسجدت حبّا وامتنانا للمنّان وأدمن لساني حمد الله، أمّـــــــا صديقي فضاقت به "دنيـــــاه" من الفرحة فصاح ونادى باللاشيء في اللاشيء
مسكين صديقي، يحزن فلا يجد إلى من يلجأ، ويفرح فلا يجد من يشكر أدركت عندها أن اللجوء إلى الله وأن حمد الله ليسا واجبين من باب التكليف فحسب بل هما حاجتان لا ترتاح نفسي دونهما.
ووجدت للحبّ هيبة، وبالذل عزا، وبالفقر غنى، يوم اختليت بالله أناجيه فيملأ قلبي طمأنينة. ورقّ قلبي لحال صديقي يتخبّط بين الناس والأشياء باحثا عن الحبّ فلا يجد إنسانا مثاليا يسقيه الوفاء ولا متعة مادية يدوم إنعاشها لروحه. أحسست يومها أن فؤاد صديقي مجوّف وفؤادي مليء بكل ثمين.
تأمّلت في الكون وقلت "سبحان الله" لكلّ معجزة تشهد لوحدانية الله وقدرته، وتأمل صديقي نفس المشاهد فقال: "عجبا ما أقوى الصّدف" أتعلمون.. ضحكت كما لم أضحك من قبل: "مـــــــــاذا؟؟؟؟؟ الصّدفــــــــة؟؟؟؟ ظننتها مرادفة للاقصد فكيف تمدح فعلها إذا كانت أصلا لم تفعله عن قصد.. إنها صدفة"
لا اله إلا أنت، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك أن نوّرت قلبي بمعرفتك | |
|